لأمور التي يجب مراعاتها لدى قيام المعلم بتخطيط التعليم

:

         لا يكفي للمعلم أن يلم بعناصر نموذج تخطيط أو تصميم التعليم ويضعها في خطة قبل الشروع في عملية التدريس, ولكن عليه أن يتأكد أنه وضع كل عنصر بالشكل الصحيح, وراعى فيه مواصفات الجودة, وعليه أيضا أن يناظر بين كل عنصر بالعنصر الذي يليه والعنصر الذي سبقه, وذلك حتى يتأكد من أن هناك اتساقا وتوافقا وانسجاما بين جميع عناصر الخطة التعليمية, إذ أن هاتين العمليتين ـ التأكد من الجودة, والقيام بالمناظرة ـ هو الذي سيساعد المعلم على وضع خطة محكمة قابلة للتنفيذ, ومن ثم تحقيق أهداف العملية التعليمية المنشودة.   بمعنى آخر, فالصورة النموذجية لتخطيط التعليم هي الأداة أو الوسيلة التي يحكم بوساطتها على جودة أداء المعلم, الذي سيؤدي بدوره إلى جودة تعلم الطالب ( دروزه, 1986م, 2006م).  ولكي يتم ذلك على المعلم أن يراعي عدة أمور لدى تخطيطه للتعليم أهمها:

أولا:  جودة الهدف:  فالمعلم الجيد هو الذي يضع أهدافا تربوية جيدة سواء كانت تربوية عامة أو سلوكية خاصة, والأهداف الجيدة هي التي تتصف بالشمول والتنوع والواقعية.  والشمول يعني أن تغطي الأهداف المادة الدراسية المراد تدريسها, ويقصد بالتنوع أن تنمي الأهداف شخصية الطالب من جميع جوانبها:  الجسمية, والحركية, والعقلية, والوجدانية, والاجتماعية, ويقصد بالواقعية أن الأهداف يمكن تحقيقها على أرض الواقع وليست أهدافا من وحي الخيال والوهم.  أما من الناحية العقلية فيجب أن تنمي الأهداف الموضوعة العمليات العقلية كافة وبشكل متكامل:  كالتذكر والتحليل والفهم والتطبيق والاستنتاج والتقويم, لا أن تقتصر على جانب واحد من العقل كالتذكر فيصبح التعليم عندها عملية تلقين واستظهار.

         كما أن جودة الهدف تعني التأكد فيما إذا كانت الأهداف مصوغة بطريقة جيدة.  وحتى يتم ذلك يجب التأكد أن الهدف التربوي العام يوضح الأداء المتوقع من الطالب القيام به, والظرف التعليمي الذي سيتم في ضوئه التعلم, والمعيار الذي يحكم بوساطته على تعلم المتعلم, وأن الهدف السلوكي الخاص يتضمن إضافة إلى هذه المواصفات, درجة المعيار التي توضح نسبة الجودة والإتقان المطلوب من المتعلم أن يصل إليها حتى يقبل أداؤه ويحكم عليه أنه تعلم.

ثانيا: اتساق الهدف التربوي مع الأهداف السلوكية:  لا يكفي للمعلم أن يضع أهدافا تربوية جيدة, ولكن عليه أيضا أن يتأكد من أن الأهداف الموضوعة هي نفسها الأهداف المراد تحقيقها, وأن الأهداف السلوكية تعمل في مجملها على تحقيق الأهداف التربوية العامة المنبثقة منها.  بمعنى آخر, على المعلم أن يسأل نفسه, هل هناك توافق بين أهداف المنهاج العامة وما سأقوم بتعليمه داخل غرفة الصف.

ثالثا:  جودة المحتوى التعليمي:  على المعلم أن يتأكد, بالتعاون مع واضع المنهاج, بأن المحتوى التعليمي الذي يدرسه التلاميذ مناسبا لهم من حيث صعوبته وحجمه وأسلوبه ولغته وتنظيمه وثرائه وحداثته والوقت المحدد له وغير ذلك من المواصفات التي تجعل منه محتوى تعليمي مناسب.

رابعا: اتساق المحتوى التعليمي مع الأهداف السلوكية:  لا يكفي للمعلم أن يعرف بأن المحتوى التعليمي الموضوع للطلاب مناسبا, ولكنه عليه أن يتأكد أيضا أنه متسق مع الأهداف السلوكية الموضوعة.  بمعنى آخر, على المعلم أن يتأكد من الأهداف السلوكية الموضوعة منبثقة من المحتوى التعليمي وتغطيه, حتى إذا ما حققها الطالب يكون قد تعلم المحتوى المدروس بشكل شامل.

خامسا:  مناسبة الأدوات والوسائل والأنشطة التربوية:  على المعلم أن يتأكد من أن الأدوات والوسائل التعليمية والأنشطة التربوية التي حددها في خطته التعليمية, ممكنة وواقعية ومتوفرة ومناسبة للمرحلة التعليمية للطالب, وقابلة للاستخدام, وحديثة, واقتصادية, وتكسب الطالب مهارات عملية وتنمي حواسه المختلفة, وهنا تكمن أهمية استخدام التقنيات في التعليم كالحاسوب والإنترنت كمصادر للمعرفة.

سادسا:  اتساق الأدوات والوسائل والأنشطة التربوية مع المحتوى التعليمي:  لا يكفي للمعلم أن يتأكد من أن الأدوات والوسائل والأنشطة التربوية المختارة مناسبة ولكن عليه أن يتأكد من هذه الأدوات والوسائل والأنشطة هي المناسبة للمحتوى التعليمي المدروس ومنسجمة معه, وتعمل على توضيحه وتعليمه وتبسيطه وإثرائه.

سابعا:  جودة الاختبارات التقويمية:  يجب على المعلم أن يتأكد من الاختبارات التي صممها لقياس تحصيل الطالب والحكم على تعلمه بأنها اختبارات جيدة, وهذا يعني أنها واضحة في تعليماتها, ولغتها, مناسبة في عدد أسئلتها للطالب والوقت المخصص لها, وصادقة تقيس ما وضعت لقياسه, ويعتمد عليها في تقييم الطلبة, وموضوعية, وشاملة, وقادرة على التمييز بين الطالب المجتهد والطالب الضعيف.

ثامنا:  اتساق فقرات الاختبار مع الأهداف المراد قياسها:  لا يكفي للمعلم أن يصمم اختبارات جيدة ولكن عليه أن يتأكد من أن فقرات الاختبار متسقة مع الأهداف الموضوعة في فعلها وشرطها ومعيارها, وتقيسها, وتغطي المحتوى التعليمي المدروس.

تاسعا:  جودة الطريقة التعليمية:  على المعلم أن يختار طريقة التعليم الجيدة, وطريقة التعليم الجيدة هي التي يكون لها مقدمة, وعرض وخاتمة, وتكون أيضا مثيرة ومشوقة ومتنوعة, وتستخدم الوسائل التعليمية, والمعينات الإدراكية, وتشرك الطلبة بالأنشطة التربوية, وتستخدم جداول التعزيز, وتراعي الفروق الفردية, وتتيح فرصا للممارسة والتدريب, وتمهد للتعلم الجديد.

عاشرا:  اتساق الطريقة التعليمية مع كل من الأهداف, والمحتوى المدروس, وفقرات الاختبار: لا يكفي للمعلم أن يختار الطريقة التعليمية المناسبة, ولكن عليه أن يتأكد من هذه الطريقة تعمل على تحقيق الأهداف الموضوعة, وتعلم المحتوى التعليمي, وتساعد الطالب على اجتياز الاختبارات الموضوعة.  فالطريقة التدريسية التي تناسب الهدف العملي تختلف عن الطريقة التي تناسب الهدف النظري, والطريقة التدريسية التي تناسب المواد العلمية تختلف عن الطريقة التي تناسب المواد الأدبية على سبيل المثال.

         إن هذه النقاط العشرة, تعتبر من الأمور التي التي يجب أن يراعيها المعلم لدى تخطيطه للدروس, إذ لا يكفي للمعلم أن يقوم بعملية التخطيط ووضع المذكرات والخطط السنوية, ولكن عليه أن يعرف كيف يخطط لكل عنصر من عناصرها بطريقة علمية, وأن يتأكد, من ناحية أخرى, أن عناصر الخطة منسجمة مع بعضها البعض ومتسقة فيما بينها, وذلك لكي يتسنى له وضع خطة جيدة يمكن تحقيقها على أرض الواقع, ومن ثم تحقيق أهداف العملية التعليمية بالشكل المطلوب.